صالح السويسي القيرواني
1296 - 1360 هـ / 1878 - 1941 م
أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة.
وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس .
عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية،وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة.
له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر)، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى)، وغيرها.
وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء)، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس .
والأبيات الـتالية من البحر الطويل
وَلَما تَلاقينا عَلى سَفحِ رامةٍ * وَقَلبي مِن الشَوقِ العَظيمِ تَسَعَّرا
وَرُمتُ بِأَن أُبدي عَظيمَ لَواعِجي * رَأيت بنان العامريةِ أَحمرا
فَقُلتُ خَضَبت الكَفَّ بَعدَ فِراقِنا * فَما هَذا شَأنُ المُحبينَ في الوَرى
وَأَوسَعتُها بِالعَتب شأن أُولي الهَوى * فَقالَت لَعَمرُ اللَهِ ذاكَ ما جَرى
وَلَكِنَّني لَما أضرَّ بيَ الهَوى * وعينايَ بعدَ البعدِ لم تذقِ الكرى
وَقَد ذَبُلَت فيَّ مَحاسنُ زَهرَتي * بِكَيتُ دَماً حَتى بَلَلتُ بِهِ الثَرى
كان الادب حاضرا بقوة في معارك النهضة والاصلاح والسيادة وبكر الشاعر بترتيب أولوياته فالبيت الذي سيصرفه لثغر أنثى أولى له أن يسد به ثغرة في حصن الوطن. والشعر الذي سيختفي بين هضاب العذارى أولى له أن يرتفع فوق ربوع البلاد فيرفع معه الآمال فيرتفع سقف الارادات. ومن شعرائنا الذين صدقوا فصدقتهم قوافيهم الشاعر صالح السويسي القيرواني حيث قال يصف الجندي المقاتل على أرضه وعرضه:
ويقول الشاعر صالح السويسي القيرواني
يخدع الشاعرون كل فتاة
يغلب اللطف عندها والحياء
قال شوقي في مثل ذاتي حسنا
خدعوها بقولهم حسناء
"شهم حوى في سبيل الله رضوانا*******قد خاض من باسه في الحرب ميدانا
بالحزم مرتفع بالعزم مندفع ******يحمي بصارمه دينا وأوطانا"
جريدة التونسي 15 ربيع الاول 1329 (1911)
في مديح البداوة
وهذا صالح السويسي القيرواني ـ وهو من شعراء العصر الحديث ـ يقول :
قَوِّض رِحالَك عَن أَرضٍ تُضامُ بِها ............... فَالضَيمُ إِن دامَ نَفسُ الحُرِّ يَرديها
وَاِسكُن بُيوتاً إِذا راقَ المُقامُ بِها ............. فَاِمكُث وَإِلا خَفيف الحَمل يَطويها
فَفي البَداوةِ رَبّاتُ السُفورِ وَقَد ............... يُشرقن كَالشَمسِ لا غَيمٌ يُغَطِّيها
يَرتَعنَ في فلَواتٍ حُسنُ مَنظَرِها ............... خُضر النَبات بِأَزهارٍ يوشّيها
يَحمِلنَ جَرّاتِ ماءٍ يَنثنينَ بِها .................. مِثلَ الغُصونِ إِذا ما الرّيحُ تحنيها
يَلبَسنَ زُرقَ ثيابٍ كَالكَواكبِ في .............. ثَوبِ السَماءِ بِحُسنٍ فاقَ تَشبيها
فَاِنظُر إِلى الشَمسِ في وَقتِ الطُلوعِ لَها ............ ثَوبٌ مِنَ التّبر لَمّاعٍ يَحليها
يا ساكنَ البيدِ دُم لِلعَيشِ مُغتَبِطاً ............ وَكُن صَبوراً قَنوعاً بِالَّذي فيها
عَيشُ البَساطةِ نَفسي قَد تَميلُ لَهُ .................. وَكُلُّ بادِيَةٍ شِعري يُحيِّيها
1296 - 1360 هـ / 1878 - 1941 م
أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة.
وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس .
عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية،وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة.
له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر)، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى)، وغيرها.
وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء)، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس .
والأبيات الـتالية من البحر الطويل
وَلَما تَلاقينا عَلى سَفحِ رامةٍ * وَقَلبي مِن الشَوقِ العَظيمِ تَسَعَّرا
وَرُمتُ بِأَن أُبدي عَظيمَ لَواعِجي * رَأيت بنان العامريةِ أَحمرا
فَقُلتُ خَضَبت الكَفَّ بَعدَ فِراقِنا * فَما هَذا شَأنُ المُحبينَ في الوَرى
وَأَوسَعتُها بِالعَتب شأن أُولي الهَوى * فَقالَت لَعَمرُ اللَهِ ذاكَ ما جَرى
وَلَكِنَّني لَما أضرَّ بيَ الهَوى * وعينايَ بعدَ البعدِ لم تذقِ الكرى
وَقَد ذَبُلَت فيَّ مَحاسنُ زَهرَتي * بِكَيتُ دَماً حَتى بَلَلتُ بِهِ الثَرى
كان الادب حاضرا بقوة في معارك النهضة والاصلاح والسيادة وبكر الشاعر بترتيب أولوياته فالبيت الذي سيصرفه لثغر أنثى أولى له أن يسد به ثغرة في حصن الوطن. والشعر الذي سيختفي بين هضاب العذارى أولى له أن يرتفع فوق ربوع البلاد فيرفع معه الآمال فيرتفع سقف الارادات. ومن شعرائنا الذين صدقوا فصدقتهم قوافيهم الشاعر صالح السويسي القيرواني حيث قال يصف الجندي المقاتل على أرضه وعرضه:
ويقول الشاعر صالح السويسي القيرواني
يخدع الشاعرون كل فتاة
يغلب اللطف عندها والحياء
قال شوقي في مثل ذاتي حسنا
خدعوها بقولهم حسناء
"شهم حوى في سبيل الله رضوانا*******قد خاض من باسه في الحرب ميدانا
بالحزم مرتفع بالعزم مندفع ******يحمي بصارمه دينا وأوطانا"
جريدة التونسي 15 ربيع الاول 1329 (1911)
في مديح البداوة
وهذا صالح السويسي القيرواني ـ وهو من شعراء العصر الحديث ـ يقول :
قَوِّض رِحالَك عَن أَرضٍ تُضامُ بِها ............... فَالضَيمُ إِن دامَ نَفسُ الحُرِّ يَرديها
وَاِسكُن بُيوتاً إِذا راقَ المُقامُ بِها ............. فَاِمكُث وَإِلا خَفيف الحَمل يَطويها
فَفي البَداوةِ رَبّاتُ السُفورِ وَقَد ............... يُشرقن كَالشَمسِ لا غَيمٌ يُغَطِّيها
يَرتَعنَ في فلَواتٍ حُسنُ مَنظَرِها ............... خُضر النَبات بِأَزهارٍ يوشّيها
يَحمِلنَ جَرّاتِ ماءٍ يَنثنينَ بِها .................. مِثلَ الغُصونِ إِذا ما الرّيحُ تحنيها
يَلبَسنَ زُرقَ ثيابٍ كَالكَواكبِ في .............. ثَوبِ السَماءِ بِحُسنٍ فاقَ تَشبيها
فَاِنظُر إِلى الشَمسِ في وَقتِ الطُلوعِ لَها ............ ثَوبٌ مِنَ التّبر لَمّاعٍ يَحليها
يا ساكنَ البيدِ دُم لِلعَيشِ مُغتَبِطاً ............ وَكُن صَبوراً قَنوعاً بِالَّذي فيها
عَيشُ البَساطةِ نَفسي قَد تَميلُ لَهُ .................. وَكُلُّ بادِيَةٍ شِعري يُحيِّيها